إسرائيل تدخل مرحلة غير مسبوقة؛ أمريكا تضرب نتنياهو والموساد.. من يقف وراء عاصفة الوثائق المسربة؟
ضربت عاصفة الوثائق الأميركية المسربة، قيادة جهاز التجسس الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو ضربة قاتلة، بعد أن أشارت إلى أن "الموساد"، شجع على التظاهر ضد رئيس الحكومة وخطته للإصلاح القضائي.
لكن الموساد الإسرائيلي، نفى صحة المعلومات التي وردت في تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، حول تشجيعه للاحتجاجات ضد إصلاح النظام القضائي، ووصفه بـ "الكاذب".
وأضاف الموساد الإسرائيلي في بيان وزعه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "المعلومات التي وردت في الصحافة الأمريكية، لا أساس لها من الصحة، الموساد وقيادته لم يشجعوا، ولا يشجعون موظفي الوكالة على المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة، أو التظاهرات السياسية بشكل عام، أو أي نشاط سياسي، الموساد وقيادته، لم يتعاملا مع قضية المظاهرات وظلوا مخلصين لقيم الدولة التي وجهت الموساد منذ تأسيسه".
جاء ذلك عقب نشر صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا، أفادت فيه، بأن الوثائق السرية التي سربت من البنتاغون، تحتوي على معلومات، تفيد بتشجيع "الموساد" الإسرائيلي لموظفيه والمواطنين الإسرائيليين، على المشاركة في الاحتجاجات ضد نظام الإصلاح القضائي، والتي استمرت لأكثر من 3 أشهر.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن الوثائق أشبه بتقارير استخباراتية وعملياتية، تم جمعها من قبل هيئة الأركان المشتركة للبنتاغون، باستخدام تقارير من مركز الاستخبارات الحكومي CIA، من خلال اعتراض عمليات إرسال الإشارات الإلكترونية، واستخراج المعلومات الاستخبارية منها.
وبما أن المستند يعود إلى الأول من مارس الماضي، فإنه وجب التذكير، أن رئيس "الموساد" دافيد برنياع، استجاب لموظفي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وسمح لهم بالمشاركة في الاحتجاجات ضد الحكومة، بصفة مدنية، شريطة ألا يظهروا انتماءهم.
كما دعا الرؤساء السابقون للموساد الإسرائيلي، بمن فيهم تامير فاردو ويوسي كوهين، علنا إلى وقف تشريع التعديلات القانونية.
يشار إلى أن جميع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقريبا، من الإدارات السابقة وحتى الحالية، عارضوا على الملأ اعتماد التعديلات القضائية بشكل أحادي الجانب من جانب الحكومة.
ووفقا للصحيفة، فإن الوثائق الأميركية السرية لا توضح ما إذا كانت المعلومات الواردة فيها دقيقة أم "تضخيم" لما ود سابقا، حيث وقعت جميع هذه الأحداث في الفترة ما بين شهري فبراير ومارس الماضيين، لكن التقارير الأميركية، تفيد بأن النشاط هو لمسؤولين حاليين، وليس سابقين.
من جانبه قال الباحث الإسرائيلي في معهد بروكينغز، ناثان ساكس: "إذا كانت الوثائق صحيحة، فهذا يعتبر تغييرا جذريا في إدارة قيادة الموساد، ويضع إسرائيل في حقبة غير مسبوقة".
وأضاف ساكس: "هذه علامة على المدى الذي دفعت فيه حكومة نتنياهو المجتمع الإسرائيلي ومدى خطورة الوضع، إذا نظم الموساد احتجاجا ضد تعديلات نتنياهو بصفته الرسمية، فسيكون ذلك فضيحة حقيقية، هذا هو الخط الذي من المفترض ألا يتجاوزه الموساد، ويمكن للمرء أن يتوقع العواقب".
وفي الوقت الذي وصفت فيه صحيفة Washington Post موقف الموساد الإسرائيلي بـ "التمرد السري"، أشارت New York Times إلى أن رئاسة الحكومة الإسرائيلية، المؤتمنة على "الموساد"، تفحص التقرير، وأوضحت أن صحة الوثائق لا تشير إلى دقتها.
بدورها أشارت صحيفة Washington Post، إلى أن "الحصول على مثل هذه المعلومات بهذه الطريقة، يوضح سياسة الولايات المتحدة بالتجسس حتى على أقرب حليف لها في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيرفع من حدة الفتور في العلاقات بينهما".
وعلى إثر ذلك، التقى بنيامين نتنياهو رئيس الموساد ديفيد بارنيا، الأحد، وطالبه بشرح موقفه من هذه التسريبات، وفق القناة 12 العبرية.
وقال بارنيا خلال الاجتماع إنه “تحليل خاطئ من قبل مسؤولي المخابرات الأمريكية”.
وفي السياق، يبذل مسؤولون أميركيون جهوداً حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية ومخابراتية شديدة السرية انتشرت على الإنترنت وتضمنت تفاصيل منها ما يتعلق بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وفقا لوكالة "رويترز".
وقال خبراء أمن غربيون ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن شخصا من الولايات المتحدة قد يكون وراء التسريب.
وقال المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مايكل مولروي، لـ"رويترز" في مقابلة إن "التركيز الآن على أن هذا تسريب من الولايات المتحدة لأن العديد من هذه الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط".
جاءت التسريبات عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ووزارة الدفاع الامريكية البنتاغون بعد تمكنها من فك شفيرة الرسائل المتبادلة بين قادة الموساد ليعاد نشرها في الصحف الامريكية.
إذ يرى مراقبون أن هذه الحادثة غير المسبوقة وتؤكد عمق الأزمة داخل الكيان الصهيوني وهشاشة وحدته وصلابته في مواجهة المعركة التي أطلقها اليمين الصهيوني باستهداف المصليين والمعتكفين في المسجد الاقصى.
يمثل تسريب الوثائق من وكالة الاستخبارت الامريكية ووزارة الدفاع الامريكية للصحافة إشكالاً خطيراً؛ اذ جاء في توقيت تعاني فيه القيادة العسكرية والسياسية في الكيان الصهيوني من أزمة ثقة متبادلة.
حيث دفعت رئيس لجنة الشؤون الأمنية في الكنيست النائب ادلشتاين عن حزب الليكود إلى عقد جلسة للجنة الاستخبارات والأجهزة السرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، الأحد، وصف بأنه "طارئ"، في مقر جيش الاحتلال في تل أبيب لمناقشة المعلومات الاستخبارية حول المواجهة المندلعة مع المقاومة في سوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية.
وبالتأكيد لم يخلو الإجتماع من مناقشة التقارير الواردة عن تسريبات الاستخبارات المركزية الأميركية خاصة وأن وزير الشتات عمحاي إلياهو عن حزب "عوتسيما يهوديت" وصف مسؤولين كبار بأجهزة الأمن بأنهم "متمردون".
ختاماً يمكن القول أن الإرتباك والفوضى تنتشر في أرجاء الكيان الصهيوني ومؤسساته، ومظاهر القوة تتناقض مع الصدامات بين أركان الكيان الصهيوني واضحة للعيان. وقد تكون استراتيجية تصدير الأزمة الداخلية حلاً غير مناسب، لكن ينبغي انتظار ما الذي سيفعله تراكم الأزمات داخل الكيان الصهيوني والتي لربما ستزاد تعقيداً يوماً بعد يوم.
مجد عيسى
المصادر:
1-https://cutt.us/p16t3
2-https://cutt.us/jUtov
3-https://cutt.us/L6f17
4- https://cutt.us/5KV1A
5- https://cutt.us/r0OJZ