أي اغتيال صهيوني على الأراضي اللبنانية سيُقابل برد فعل قوي

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ انتصارات التحرير الأول عام 2000 وتموز عام 2006 والتحرير الثاني المتمثل بتحرير جرود البقاع والتحرير الثالث الذي بدأ قبل أيام في موضوع التنقيب في البلوك رقم (9)، كل ذلك كان نتيجة معادلة جيش وشعب ومقاومة.

Aug 30, 2023 - 08:20
أي اغتيال صهيوني على الأراضي اللبنانية سيُقابل برد فعل قوي
أي اغتيال صهيوني على الأراضي اللبنانية سيُقابل برد فعل قوي

وشدد على أن المعادلة الاستراتيجية الوطنية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة حققت انتصارات عظيمة.

موقف السيد نصر الله جاء خلال كلمة له بمناسبة ذكرى “التحرير الثاني”، إذ بارك ذكرى الانتصار الكبير الآخر الذي حققه لبنان على هذه الجماعات الارهابية.

واستهلّ سماحته الكلمة بتعزية اللبنانيين جميعًا برحيل “أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافة اللبنانية والعربية الأستاذ طلال سلمان.

وبالعودة إلى المناسبة، قال سماحته “الجماعات المسلّحة في تلك الفترة اعتمدت الأراضي اللبنانية قاعدة لارسال السيارات المفخخة، وللتوسع في البقاع والوصول إلى بيروت والمزيد من العدوان باتجاه سوريا، مضيفًا أن لبنان كان جزءًا من خريطة دولة الخلافة “الداعشية” وكان حضور “داعش” في البقاع قاعدة انطلاق للامتداد الواسع.

ولفت إلى أن الأميركان منعوا الحكومة اللبنانية من أن تأخذ قرارًا يسمح للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي ضد الارهابيين، مضيفًا أن الحكومة لم تأذن للجيش بشن هجوم على المسلحين في الجرود بسبب الضغط الأميركي، وقد هددوا الجيش بإيقاف المعونات عنه إذا شن هجومًا على المسلحين في الجرود.

وأشار السيد نصر الله إلى أنّه تم استعادة شهداء الجيش اللبناني وشهداء قوى الأمن وتحرير الأسرى واستعادة أسرانا، وانهاء الوجود الارهابي في مناطقنا وهذا ما نسميه بـ”التحرير الثاني” والانتصار.

وأضاف سماحته “كان يُقال دائمًا أن الصهيوني يدرس تجاربه، لكن يبدو أن هذا الكلام لا ينطبق حاليًا لا على كيان العدو ولا على جيشه، ومنذ العام 1982 حتى اليوم بقي العدو “الاسرائيلي” يصوّر أن الذين يقاتلون في لبنان يطبّقون خطة ايرانية لكن هو غافل أن الشعب اللبناني يقاتل بإرادة لبنانية لتحرير أرضه، مشيرًا إلى أنّ “الاسرائيليين” غافلون أيضًا عن أن المقاومة في الضفة الغربية هي إرادة الشعب الفلسطيني وأن هذا الشعب يقاتلهم منذ 75 عامًا أي قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، إذ أنه أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية والعجز “الاسرائيلي” هرب بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة العدو) إلى تصوير ما يجري في الضفة كخطة ايرانية”.

السيد نصر الله جدد التأكيد بأنّ أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا او فلسطينيًا أو سوريًا أو إيرانيًا أو غيرهم سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة.

وشدّد السيد نصر الله على أنّ “هذه التهديدات لا تجعل المقاومة تتراجع، لا التهديد ولا تنفيذ التهديد سيضعف المقاومة، بل سيزيدها عنادًا وعزمًا”، وتساءل “هل استطاعت الاغتيالات أن تهزّ من إرادة المقاومة بل دفعت للمزيد من الحضور في الميدان والأمل بالانتصار وهذا ما حصل مع كل المقاومين في منطقتنا؟”.

وبيّن السيد نصر الله أنّه يجب أن يعترف العدو بأنه في مأزق تاريخي ووجودي واستراتيجي ولن يجد مخرجًا لذلك.

 الدولة السورية وحلفاؤها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات

وحول الشأن السوري، أكد السيد نصر الله أنّ القائد الفعلي للحرب على سوريا منذ اليوم الأول هو الأميركي، والسفير الأميركي في دمشق اعترف بذلك، مضيفًا أن ما يجري في سوريا اليوم هو استمرار لما بدأ في العام 2011 وهو مشروع أميركي استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الاقليمية التي ساندتها بالمال والاعلام والسلاح.

ولفت الى أنّه بحجة “داعش” عادت القوات الأميركية الى العراق وبحجة “داعش” دخلت لتحتل شرق الفرات، إذ أنّه ليست منطقة شرق الفرات مسألة داخلية بل مسألة أميركية بامتياز، فالأميركيون يسيطرون على حقول النفط في شرق الفرات وهم الذين يمنعون أن تعود هذه الحقول إلى الحكومة السورية، فاليوم الكثير من الشركات في العالم ومنها الشركات الصينية والروسية لا تستثمر في سوريا بسبب العقوبات.

ورأى أن الدولة في سوريا بذلت جهودًا كبيرة ولكن كلنا يعرف أن الأبواب سُدّت وأن الحصار أُحكم، وبمجرد أن بدا واضحًا أن الحرب العسكرية فشلت وبدأت سوريا تتعافى كان قانون قيصر جاهزًا.

واعتبر السيد نصر الله أن الدولة السورية وحلفاءها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات كما فعلوا في البادية، لكن شرق الفرات منطقة محتلة من قبل القوات الأميركية؛ فالصراع هناك صراع اقليمي ويمكن أن ينجرّ الى صراع دولي، مضيفًا أننا نشهد الضغط الأميركي في شرق الفرات وتشديد العقوبات ومحاولة احياء “داعش” من جديد، كما أن الأميركيين يمنعون الحل بين الأكراد والدولة في سوريا وتحرير شرق الفرات.

وتابع سماحته إنّه “إذا أراد الاميركيين أن يقاتلوا بأنفسهم أهلًا وسهلًا، وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغيّر كل المعادلات، لافتًا الى أن ما يُشاع أنّ الاميركان يريدون اغلاق الحدود السورية العراقية فكل ذلك أوهام ولن يُسمح بذلك.

 ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر

وبمناسبة الذكرى 45 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر، قال السيد نصر الله أنّ “قضية الإمام الصدر ستبقى حيّة حتى يعود مع رفيقيه إلى ساحة جهاده ونضاله وإنْ كان قد كبر به السن، وسنواصل درب الإمام الصدر في المقاومة واحتضان المقاومة الفلسطينية وفي التطلّع إلى القدس وفي الاصرار على العيش الواحد في لبنان وفي الايمان بلبنان وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه ويأبى التقسيم والتفرقة، مضيفًا أننا نضم صوتنا إلى صوت اخواننا في قيادة وجمهور حركة أمل ونعتبر أنفسنا جميعًا أبناء هذا الامام الكبير والجليل وتلامذته.

 ذكرى أربعينية الإمام الحسين(ع)

وفي ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، بيّن السيد نصر الله أن هذا المشهد المليوني يعبّر عن نقاط القوة لدى الأمة كما في موسم الحج نتمنى أن تكون هذه المواسم مواسم البراءة من الظالمين والطغاة، إذ أننا نشهد اليوم وجود فلسطين والقدس في مسيرة أربعين الإمام الحسين (ع)، وذلك في المؤتمر وزيارة الحسين وطريق المسير.

 برى يدعو للخروج من دوامة التعطيل

في سياق آخر قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري” إن الوقت يضيق أمام اللبنانيين أكثر فأكثر، ويجب الخروج من دوامة التعطيل والذهاب مباشرة إلى التوافق على رئيس للجمهورية”.

وأضاف بري في تصريحات صحفية أن الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، لا أولوية تعلو أو تتقدم على أولوية انتخاب الرئيس، وكل ما عدا ذلك من ملفات وقضايا، مؤجّل إلى ما بعد إتمام هذا الاستحقاق”، على حد تعبيره.

وشدد بري على أن الحوار هو السبيل الوحيد لبناء المساحات المشتركة وحل كل العقد، قائلا” إن الخطأ الكبير الذي ارتكب بحق البلد هو رفض التلاقي والحوار”.

المصدر: الوفاق