نيويورك تايمز: السعودية باتت رمزا للقمع حول العالم
وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السعودية بأنها باتت رمزا للقمع حول العالم في ظل دائرة تضييق واستهداف تتسع ومساواة بالظلم في عهد الملك سلمان ونجله محمد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد هؤلاء هو المدون سعد المدي، الذي تسببت تغريدة من 14 كلمة برميه في السجن.
وكتب المدي “لقد تولى محمد بن سلمان الاقتصاد والدفاع وكل شيء في عهد الملك”، ردا على أستاذ جامعي ينتقد بشدة النظام الملكي في المملكة.
المدي هو مواطن أميركي بالإضافة إلى جنسيته السعودية، يعيش مع زوجته في ولاية فلوريدا، وعمل مدير مشاريع متقاعدا.
بعد سبعة أعوام من التغريدة، زار المدي 72 عاما، بلاده غير عالم بوجود أمر قبض ضده، لتستخدم التغريدة كدليل، إلى جانب تغريدات أخرى منتقدة للحكومة، على أنه “تبنى أجندة إرهابية من خلال التشهير برموز الدولة”، ودعم “المعتقدات الإرهابية”.
في أكتوبر حكم على المدي بالسجن لمدة 16 عاما، تم تمديدها في 8 فبراير إلى 19 عاما بعد استئنافه.
وتنقل الصحيفة عن نجل المدي، إبراهيم، قوله إن والده المعتاد على “تذوق النبيذ والمشي في نزهات طويلة” محتجز الآن في سجن الحائر في الرياض، الذي “يضم أعضاء من تنظيم القاعدة إلى جانب نشطاء سياسيين”.
وقال نشطاء سعوديون مقيمون في الخارج للصحيفة إنهم “لا يشعرون بالأمان للعودة”، مضيفين أن “نطاق القمع توسع بشكل لم يسبق له مثيل”.
حتى قبل أعوام قليلة، كانت النساء ممنوعات من قيادة السيارات في المملكة، وكان التفكير بحفلة غنائية راقصة بشكل علني للشباب غير ممكن تقريبا. لكن الأمير محمد بن سلمان غير كل ذلك الآن، كما أطلق خطة طموحة لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط وأنهى عددا كبيرا من القيود الدينية والاجتماعية التي وجدها العديد من السعوديين خانقة.
كان النشطاء السعوديون، كما تقول الصحيفة، يحلمون بمثل هذه الإصلاحات وحاربوا من أجلها لسنوات، لكنهم الآن في السجن، أو كثيرون منهم على الأقل.
وبينما قلت القيود الاجتماعية، كما تقول الصحيفة، تضاءلت أيضا المساحة المتواضعة أساسا للخطاب السياسي.
ومنذ عام 2017، اعتقلت السلطات السعودية مئات الشخصيات العامة من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك المؤثرون على سناب شات ورجال الدين والمليارديرات والعديد من أبناء عمومة الأمير، وفقا لنيويورك تايمز.
وكان مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست، السعودي جمال خاشقجي، في عام 2018 على يد عملاء سعوديين في إسطنبول، مما أثار غضبا دوليا “المثال الأكثر دراماتيكية على حملة قمع أوسع استمرت في التعمق منذ وفاته”، كما يقول أحد النشطاء للصحيفة.
حتى الحسابات الوهمية، تمكنت السلطات السعودية بطريقة ما من الكشف عن بعض أصحابها. وقد أولت السلطات اهتماما خاصا لتويتر، الذي يستخدم على نطاق واسع في المملكة.
وسجلت الصحيفة حالة نورا القحطاني، التي كانت تدير حسابا مجهولا على تويتر، وهي من بين عدة أشخاص حوكموا العام الماضي في ما يتعلق بنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى حسابها، حيث كان لديها ما يقرب من 600 متابع، دعت إلى احتجاجات مناهضة للحكومة، وانتقدت بعض تدابير التحرر الاجتماعي وكتبت أن الأمير محمد “ليس جيدا بما يكفي ليكون أميرا”، وفقا لنيويورك تايمز.
ووجدتها المحكمة مذنبة بـ”تحدي عدالة الملك وولي العهد”، و”دعم أيديولوجية الأشخاص الذين يسعون جاهدين لزعزعة النظام العام” وحكم عليها بالسجن 13 عاما.
وفي الاستئناف، ناشدت الرحمة، قائلة إنها تبلغ من العمر 50 عاما تقريبا ولديها خمسة أطفال لرعايتهم، لكن هيئة القضاة مددت عقوبتها إلى السجن 45 عاما.
وحكم على سلمى الشهاب، طالبة الدكتوراه السعودية في جامعة ليدز في بريطانيا، بالسجن لمدة 34 عاما، بسبب “متابعة المعارضين السعوديين على تويتر ومشاركة منشوراتهم”، وفقا لنسخة من قرار الحكم، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي لم تكشف اسمه قوله إن الحكومة تدرس وتضع تدابير جديدة لتعزيز حقوق الإنسان، بما في ذلك تغييرات في النظام القضائي.
ومع ذلك، فإن السعودية “تحافظ على سياسة عدم التسامح مطلقا عندما يتعلق الأمر بالإرهاب”، كما قال المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته تماشيا مع البروتوكول الحكومي.
وتقول الصحيفة إنه حتى وقت قريب، كانت أحكام السجن التي تزيد عن 20 عاما نادرة في المملكة، وكان السعوديون الذين يحملون الجنسية الأميركية أو تربطهم علاقات بمسؤولين، قادرين على الاعتماد على العلاقات لحماية أنفسهم.
وتنقل الصحيفة عن طه الحجي، وهو محام سعودي يقيم في ألمانيا قوله إن “إحدى مزايا محمد بن سلمان هي أنه خلق المساواة في الظلم للجميع”.
المصدر: الوفاق