انهيار بنك “سيلكون فالي” سيعزز الاقتصاد الروسي
هكذا أعلن بنك “سيليكون فالي” إفلاسه، وهو أفضل بنك في أمريكا حيث كانت طفرة طائرات الهليكوبتر الوبائية والأشهر التي تلت ذلك واحدة من أفضل فترات التداول في تاريخ البنك، بتحقيق أصول بقيمة 200 مليار دولار. واستخدم البنك أموال الإيداع لشراء سندات الخزانة طويلة الأجل في الغالب، وضاعف أصوله ثلاث مرات. وقبل أقلّ من شهر من الانهيار، اعترفت مجلة “فوربس” بأنه أحد أفضل البنوك في الولايات المتحدة بناءً على عوامل مثل الاستقرار والربحية، لكن المنظمين الأمريكيين أغلقوا أبواب البنك لأنه لم يتمكّن من الوفاء بالتزاماته بسبب نقص السيولة.
ويعود نقص السيولة إلى خسارة البنك 1.8 مليار دولار في بيع السندات الحكومية التي انخفضت قيمتها بسبب ارتفاع معدل الخصم. وبعد وباء كورونا، بدأ الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة المصرفية لمكافحة التضخم النقدي المفرط، حيث إن السند الذي كان، نسبياً، 100 دولار انخفض إلى 80 دولاراً، وكان من المفترض أن يقوم البنك بالإبلاغ عن الخسائر، لكنهم تلاعبوا بالبيانات لجعل الجميع يعتقد أنه لا يوجد ما يدعو للقلق. ولكن انفضح أمره عندما تراجعت أسهم البنك بنسبة 60٪ بعد أن أبلغ البنك عن وجوده في موقف صعب، والسبب هو أن العديد من صناديق رأس المال الاستثماري أمرت شركات محافظها بسحب أموالها من البنك، ما أثار قلق المودعين الآخرين، وقاموا بإجراء التدافع الكلاسيكي للبنك، حيث قاموا بسحب 42 مليار دولار في يوم واحد.
قبل أيام، أمرت المؤسّسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، المسؤولة عن استقرار البنوك، بإغلاق البنك وإيقاف تداول الأسهم، ومن ثم انهار بنك آخر هو بنك التوقيع في نيويورك في اليوم التالي، وقد يكون هناك بنكان آخران في القائمة. وبحسب الخبراء، يمكن لمؤسّسة التأمين الفيدرالية ضمان الودائع في بنكين، ولكن هناك أكثر من 23 تريليون دولار في الودائع في النظام المصرفي، وبالتالي سوف يستغرق الاقتصاد الأمريكي سنوات للتعافي من عواقب فشل بنك “سيليكون فالي”، بعد ما وصلت محافظ القروض للبنوك الأمريكية الصغيرة إلى نفس حجم محافظ البنوك الكبيرة بحلول عام 2022.
في سياق متصل، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه لن يرفع سعر الفائدة بعد الآن، وقد يعني هذا جولة جديدة من التضخم، وعليه فإما أن تحارب التضخم أو توفر السيولة للبنوك، ليبدو القطاع المصرفي الأمريكي عالقاً في حلقة مفرغة.
لقد تضرّرت الشركات الناشئة في “سيليكون فالي”، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى الابتكار في منافستها مع روسيا والصين في مجال الدفاع والخدمات اللوجستية. ويبدو أن جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، كانت أكثر اهتماماً بإنقاذ أوكرانيا من اهتمامها بإنقاذ النظام المصرفي الأمريكي، لذلك يتعيّن عليها الآن أن تبدأ العمل، وإلا فإنها ستفقد الثقة.
لم يخضع النظام المصرفي الأمريكي لاختبار استقرار مع ارتفاع أسعار الفائدة، فالقروض الرخيصة هي كلّ شيء لأمريكا، وقد غرقت في النسيان، وستفقد العديد من الدول حول العالم الثقة بالنظام المالي الأمريكي، فقد كان عدد الشركات التي فتحت خطوط ائتمان مع بنك “سيليكون فالي” مرتفعاً، لذا سيتعيّن على بنك الاحتياطي الفيدرالي إعادة تشغيل المطبعة، وهذا ليس عاملاً جيداً لمصداقية الدولار. وبحسب الخبراء، إذا انهار النظام المالي الأمريكي، فلن تتأثر روسيا، حيث أصبحت مبيعات المضاربة من قبل المستثمرين الأجانب في السوق الروسية مستحيلة الآن، ويقوم النظام المالي الروسي بتحرير عملته تدريجياً من ربط العملة بالدولار.
المصدر: البعث