استراتيجيات "زيرو كربون" في الخليج الفارسي والشرق الأوسط
لقد أثارت تغيرات المناخ وتقلباته مخاوف وقلق العالم كله، ولذلك تم اعتماد تدابير خاصة للتعامل مع أزمة تغير المناخ في مختلف الصناعات حول العالم.
لقد أثارت تغيرات المناخ وتقلباته مخاوف وقلق العالم كله، ولذلك تم اعتماد تدابير خاصة للتعامل مع أزمة تغير المناخ في مختلف الصناعات حول العالم.
إن زيادة الغازات الدفيئة، بما فيها ثاني أكسيد الكربون، تسببت في ارتفاع حرارة الأرض، واستمرار الوضع الحالي على المدى الطويل سيهدد الحياة على الأرض. وفي الوقت نفسه، يجب أن تلعب صناعة النفط والغازO&G) ) دورًا مهمًا لأن عمليات هذه الصناعة تشكل 9٪ من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة (GHG) وبالإضافة إلى ذلك، فهي تنتج الوقود الذي يمثل 33% من الانبعاثات العالمية. ولهذا السبب، يجب على قطاع الصناعات النفطية والغاز أن يخفض انبعاثاته من الغازات الدفيئة بما لا يقل عن 3.4 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 حتى يتمكن من القيام بدوره في الحد من تغير المناخ. في الوقت الحالي، تبنت العديد من الشركات تقنيات يمكنها إزالة الكربون من عملياتها بشكل كبير. ويتمثل أحد الخيارات في تنفيذ مبادرات تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة باستخدام خزانات الكربون الطبيعية، كالمحيطات والنباتات والغابات والتربة. وهي تعمل على إزالة الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي وتقليل تركيزها في الهواء، وتجدر الإشارة إلى أن النباتات والأشجار وحدها فقط تمتص حوالي 2.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. [1]
وقد يطرح السؤال التالي ما هو تأثير انبعاث الكربون على الحياة الطبيعية واليومية للإنسان؟ الجواب على هذا السؤال مختصر وبسيط، وهو أن انبعاث الكربون والغازات الدفيئة يؤثر بشكل مباشر على المناخ، وأهم تأثير هو حدوث سنوات حارة وجفاف مستمر وتلوث الهواء في أجزاء كثيرة من الأرض، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وقد يكون الخليج الفارسي أكثر تأثراً بسبب وجود موارد طاقة ضخمة، وبالتالي فإن الاهتمام باستراتيجيات إزالة الكربون في هذه المنطقة له أهمية خاصة. [2]
وخلال العقود الماضية، تأثرت بلدان هذه المنطقة بشكل كبير باعتبارها منتجة وتعمل على تصفية وتكرير النفط ومشتقاته ومصدِّرة للمنتجات الهيدروكربونية، من خلال الاعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الأحفوري. لكن دول منطقة الخليج الفارس، تواجه حالياً عملية انتقال الطاقة العالمي، تحاول الابتعاد عن تركيزها على الهيدروكربونات والانضمام إلى حركة إزالة الكربون العالمية في قطاع الطاقة. [3]
تسعى دول مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وعمان والمملكة العربية السعودية إلى تحقيق أهداف "صافي الكربون الصفري" أو "زيرو كربون" (الإمارات العربية المتحدة وعمان في عام 2050؛ والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية في عام 2060). وتتمتع بالاهتمام والمصداقية لتطوير قدرتها الإنتاجية ورغم أن انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن تصدير النفط والغاز يقع ضمن سلطة الدولة المستوردة، وليس المنتجة، إلا أن هذه الدول العربية القليلة تتطلع إلى استخدام نقاط قوتها في السياسة واللعب ضمن دبلوماسية المناخ. [4]
وبما أن سوق الهيدروجين سيؤدي إلى واحدة من أكبر الاضطرابات في قطاع الطاقة، في مثل هذه الحالة، فقد اهتمت الدول العربية في الخليج الفارسي بفكرة أنها قد تكون قادرة على ترسيخ نفسها كموردين رئيسيين في مجال الهيدروجين الناشئ. وتعتبر هذه الدول من بين الدول المنتجة الأقل تكلفة للنفط والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة في العالم، حيث تتمتع بوضع جيد لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر بشكل تنافسي، ولديهم أيضًا المرافق والموانئ والبنية التحتية الأخرى اللازمة لتصدير الهيدروجين. ووفقا للتقييم العالمي لوكالة الطاقة الدولية لمشاريع الهيدروجين المعلنة حتى نهاية عام 2022، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تعد عمان أيضا واحدة من المرشحين الرئيسيين لإنتاج وتصدير الهيدروجين ويمكن أن تصبح أكبر مصدر للوقود في الشرق الأوسط خلال هذا العقد. [5]
[1] https://petroshop.co/solving-co2-problem/
[2] 34/1094http://www.mashal.ir/content/
[3] https://www.irna.ir/news/84800444/
[4] https://www.naturalgasworld.com/
[5] https://www.tahlilbazaar.com/news/236767