إحياء داعش؛ سلاح أمريكا ضد محور المقاومة

استطاع تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق احتلال مساحة واسعة من أراضي البلدين، الأمر الذي رافقته حالة من الفوضى والذعر بين السكان، وقد تم تشكيل تحالف دولي مزعوم للقضاء عليه عام 2015 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ينايِر 31, 2024 - 11:34
إحياء داعش؛ سلاح أمريكا ضد محور المقاومة
إحياء داعش؛ سلاح أمريكا ضد محور المقاومة

استطاع تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق احتلال مساحة واسعة من أراضي البلدين، الأمر الذي رافقته حالة من الفوضى والذعر بين السكان، وقد تم تشكيل تحالف دولي مزعوم للقضاء عليه عام 2015 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقف الجيشان السوري والعراقي، مدعومين بالمقاومة الشعبية والأصدقاء الإيرانيين في وجه تنظيم داعش ومحاولاته لإقامة دولة له على الأرض السورية والعراقية، واستطاعوا إبادة هذا التنظيم الإرهابي، والوقوف في وجه طموحاته ذات الإيديولوجيا المتطرفة.

إن الموقع الجغرافي لسوريا والعراق، اكتسب أهمية خاصة بعد إنشاء محور المقاومة الممتد من طهران إلى القدس مرورا بالعراق وسورية ولبنان، وانطلاقا من الاحتضان الغربي والأمريكي لكيان الاحتلال الإسرائيلي، تم جر منطقة المحور إلى حالة من الفوضى عارمة، الأمر الذي سيحقق – وفق ظن كيان الاحتلال والأمريكي- قطع التواصل بين أطراف المحور.

بعد عام 2011 تم تشكيل مئات الخلايا المقاتلة الخارجة على القانون، والمتمردة على السلطة في سوريا، لقتال الجيش السوري، بنوايا عديدة منها الاستقلال بمناطق خاصة لهم، ومنها التصدي للجيش باندفاعات إيديولوجية متطرفة، ومنها ما كان ذراعاً لمن أرادوا إسقاط الدولة في سورية.

بعض الخلايا المقاتلة نال قدرا كبيرا واهتماما من جهات عديدة، ما جعله يصل مرحلة أكثر تنظيما واتساقا وعددا، وعتاداً أيضا، تلك الجهات الداعمة بدأت تفصح عن نفسها مع مرور الوقت.

نشأً تنظيم داعش الإرهابي على إيديولوجيا متطرفة جعلته يقوم بتكفير كل من ليس منه، وحصل على دعم مالي كبير دفع بالكثيرين للانضمام إلى صفوفه، وتم تزويد هذا التنظيم بالأسلحة والعتاد العسكري المتطور جداً ليستطيع مواجهة جيش كالجيش السوري.

إن نوع الأسلحة والأجهزة الإلكترونية المتطورة أخرجت هذا التنظيم من خانة التنظيم المحلي ذي الأهداف المرحلية، وذهبت به إلى خانة الكيان الوظيفي المؤسس تحت إشراف كيانات كبرى، إذ إنه أظهر بشكل لا يترك الشك الأيدي الأمريكية والإسرائيلية في تأسيس هذا التنظيم.

الحرب على غزة.. مهام جديدة لداعش

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال: إن عناصر داعش شنوا هجوماً دامياً على حافلة عسكرية في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، ما أسفر عن مقتل 14 عنصراً من القوات السورية وإصابة آخرين.  

قضى الجيش السوري على تنظيم داعش في أغلب المحافظات السورية، ودمر هيكله التنظيمي الذي كان يقوم عليه، وبالتالي فقد التنظيم التماسك الذي امتلكه لبضع سنوات، وهو الأمر الذي أفقده القدرة على العمل النوعي، وباتت فلول التنظيم تعتمد على "هجمات الذئاب المنفردة"، في محاولات لا طائل منها لإحياء كيان صار في عداد الأموات، ومن جهة أخرى تعتقد تلك الفلول أن هجماتها الفردية وآلية نصب الكمائن والاستهداف المخفي قد تحدث تحولا في موازين القوى لصالحها. 

عملية طوفان الأقصى، تبعتها حرب عدوانية إجرامية يشنها كيان الاحتلال على الفلسطينيين في غزة، تجاوزت آثارها على الفلسطينيين حدود المنطق والعقل، فأكثر من 26 ألف شهيد، وعشرات آلاف الإصابات، وحصار واستهداف وتدمير في حالة هيستيرية جعلت بعض الدول تراجع عن تأييدها لكيان الاحتلال، وأخرى تدعو إلى محاكمته كما فعلت جنوب إفريقيا التي تقدمت لمحكمة العدل الدولية بطلب لإدانة كيان الاحتلال ومحاكمته في جرائم الإبادة الجماعية.

 إن المأزق التي يمر به كيان الاحتلال على المستويين الداخلي والخارجي، إضافة إلى الرغبة الدائمة باستهداف دول محور المقاومة، وذلك لإدراكه التام بخطورة دورها اللوجستي في هذه الحرب، دفع ذلك الكيان الصهيوني وبمساعدة أمريكية إلى الإيعاز لبقايا فلول تنظيم داعش الإرهابي لإشعال الساحة السورية والعراقية وإعادة التوترات والاضطرابات إلى المنطقة بشكل عام.

تظهر جميع الوثائق أن الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وجيش الظلم وغيرها، تم إنشاؤها بناءً على خطط أعدت في مراكز الأبحاث الأمريكية والبريطانية؛ فكما قالت وزيرة خارجية أوباما، هيلاري كلينتون، إن أمريكا هي التي أنشأت تنظيم القاعدة في أفغانستان، واعتراف ترامب أيضًا بأن أوباما هو من أنشأ تنظيم داعش. ويتجلى هذا النهج في التعامل مع الإرهاب في دعم أمريكا وتوجيهها للجماعات التكفيرية، وخاصة داعش في العراق وسوريا، فضلا عن دعم واستغلال المنافقين والكومله وجيش الظلم وغيرها.

ومؤخراً، أصدر تنظيم داعش الإرهابي بياناً أعلن فيه مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية في كرمان الإيرانية حيث تزامنت هذه الهجمات الإرهابية مع اغتيال الشهيد رضي موسوي في سوريا والشهيد صالح العاروري ورفاقه في لبنان والعمليات الإرهابية التي يقوم بها الأمريكان والبريطانيون ضد قادة الحشد الشعبي في العراق أو ضد أنصار الله في البحر الأحمر مما يشير إلى أن هذه الأحداث مترابطة ولا ينفصل بعضها عن بعض بأي شكل من الأشكال، ووراء كل هذه مجموعة واحدة.

ختاماً يمكن القول إن عادت الحالة الأمنية القلقة واشتعلت الفوضى في المنطقة نتيجة عمليات فلول داعش، سيكون من تداعياتها تحويل الأنظار عن غزة بعض الشيء، والانشغال بقضايا جانبية يبدو أن بعض الدول الكبرى تنتظرها منذ بدء الحرب.

 مجد عيسى

 

المصادر:

 

1- https://2h.ae/fJPC

2- https://2h.ae/hWKa

3- https://2h.ae/unTF

4- https://2h.ae/jtsU