"معركة الدفاع الجوي المعقّدة".. إعلام إسرائيلي: تهديد المسيّرات في الشمال يتعاظم
تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يدخل من فيديو "الهدهد" وما أثاره من ذعر في صفوف المستوطنين إلى "قضية الدفاع الجوي المعقدة التي عادت إلى الواجهة". كيف يحلل الإعلام الإسرائيلي أسباب تعاظم خطر المسيّرات في جبهة الشمال؟
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ قضية الدفاع الجوي عادت إلى الواجهة مع الفيديو الذي نشره حزب الله، والذي يتضمّن صوراً ملوّنة عالية الجودة لمواقع حسّاسة في خليج حيفا، مؤكدةً أنّ الفيديو أثار الذعر بين المستوطنين وساهم في معركة الوعي التي يديرها الحزب.
وفي تقرير لمراسلها العسكري إليشع بن كيمون، اعتبرت الصحيفة أنه رغم إطلاق ما يقارب 20 ألف طائرة مسيرة وقذيفة صاروخية وصاروخ على "إسرائيل" من جميع الساحات منذ بداية الحرب، يبقى التهديد معقداً بشكل خاص على الجبهة الشمالية التي تتميّز بتضاريس جبلية تجعل الكشف المبكر صعباً.
وأقرّت الصحيفة بأنه رغم محاولة "جيش" الاحتلال المستمرة تحسين قدراته الاعتراضية، فإن "العدو من لبنان يتحسّن"، وأهمية تحدي الطائرات المسيّرة في الحرب في الشمال تتزايد، إذ "أوقعت طائرات حزب الله المتفجرة خلال الحرب الكثير من الإسرائيليين بين قتلى ومصابين وتسببت بأضرار جسيمة".
ماذا في أسباب تعاظم التهديد؟
وفي الحديث عن أسباب ذلك، أفادت الصحيفة بأنّ تصميم القبة الحديدية لم يراعِ إمكانية تعاملها مع طائرات مسيّرة، وهو التهديد الذي بدأت "إسرائيل" تختبره فعلياً مع ما سمته "عملية حارس الأسوار" (معركة "سيف القدس") عام 2021.
وأضافت أن المشكلة الرئيسة في الطائرات المسيّرة، وتحديداً تلك التي تأتي من لبنان، هي المسافة القصيرة من مستوطنات الشمال التي لا تسمح بالكشف المبكر. أما الشيء الآخر الذي يجعل قدرة اكتشاف الطائرة المسيّرة صعبة، بحسب الصحيفة، فهو التضاريس، فعلى عكس قطاع غزة، يتحدّى الشمال الجبلي أجهزة الاستشعار وقدرتها على اكتشاف المسيّرات.
وتضاف إلى ذلك كله مسألة الإنذارات، وهي أيضاً مختلفة في حالة المسيّرات وتتطلب معاملة مختلفة، فالطائرة المسيّرة تتمتع بالقدرة على التحرك يسارًا ويمينًا، وقد تتوقف أو تنفجر في أي لحظة وفي أي مكان. لذلك، وقبل أن تصل إلى منطقة معينة في كل مرة، يتم إطلاق الانذار في هذه المنطقة.
ويخلق هذا الوضع، بحسب ما أفادت الصحيفة، حالة من "سلسلة إنذارات"، ويزيد من الإنذارات الكاذبة بأنه يمكن لأي شيء "تشغيل المنظومة"، حتى الطيور التي لها زوايا طيران مشابهة للطائرات المسيّرة تستطيع تنشيط أجهزة الاستشعار الحساسة. إضافة إلى ذلك، فإن إطلاق الرصاص في الهواء، كما يحدث غالباً في غلاف غزة، يؤدي إلى إطلاق هذه الإنذارات.
ليست مجرّد مسيّرة.. ليست مجرّد حرب نفسية
وفي سياق متصل، رأت اللواء في الاحتياط تاليا لانكري، وهي مسؤولة رفيعة المستوى سابقاً في مجلس الأمن القومي، أنّ رواية مصادر "الجيش" الإسرائيلي بشأن المسيّرة التي التقطت صوراً فوق حيفا، والادّعاء أنها مجرد مسيّرة لم يتم إسقاطها لأسباب معيّنة، هو أمر مقلق.
ورأت لانكري أنها ليست مجرد مسيّرة، بل قدرة على جمع معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي، وعلى "رؤية ما يحصل عندنا"، وعلى رؤية مواقع عائدة لـ"الجيش" وسلاح البحر، مؤكدةً أنّ هذه "ليست مجرد حرب نفسية".
وذكّرت لانكري أنّ كل الأهداف التي استهدفها حزب الله في الشمال خلال الأشهر الثمانية الماضية هي أهداف عسكرية لا مدنية.
القبّة الحديدية.. "حجر زاوية" الأمن القومي الذي تجاوزته المسيّرات
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد تناولت، في تقرير لها، مسيّرات حزب الله وما تشكّله من خطر على أمن "إسرائيل"، وخصوصاً قدرتها على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي من دون اكتشافها.
وقالت الصحيفة: "على مدى سنوات، كانت المواجهة تقتصر على مخزون الصواريخ الضخم لحزب الله ونظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ"، إلا أنّ هذه المعادلة تغيّرت بعدما نشر حزب الله سلاح المسيّرات لتجاوز حجر الزاوية في استراتيجية "الأمن القومي الإسرائيلي"، مشيرةً إلى أنّ هذه الطائرات تتميز في كونها عالية السرعة وتحلّق على ارتفاع منخفض لجمع المعلومات الاستخبارية وإسقاط المتفجرات.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنّ "إسرائيل" أصيبت بصدمة مما رصدته المسيّرة من منشآت ومواقع حساسة في "إسرائيل"، ومما أظهره فيديو "الهدهد" من قدرات عسكرية متطورة يمتلكها حزب الله.
المصدر: الميادين