علاقة جيدة منذ ما يقارب القرن!
العلاقات بين إيران والمجر تسير على الطريق الصحيح، هذا ما جاء في تصريح وزير خارجية بلادنا خلال لقائه مع نظيره المجري في طهران، وهو ما يظهر وجهة نظر إيران المحترمة للعلاقات مع المجر. يبلغ عمر العلاقات بين إيران والمجر قرنًا تقريبًا، وعلى الرغم من التقلبات العديدة خلال هذه الفترة والخلافات السياسية، فقد تمتعت دائمًا بالاحترام والتفاهم المتبادلين.
العلاقات بين إيران والمجر تسير على الطريق الصحيح، هذا ما جاء في تصريح وزير خارجية بلادنا خلال لقائه مع نظيره المجري في طهران، وهو ما يظهر وجهة نظر إيران المحترمة للعلاقات مع المجر. يبلغ عمر العلاقات بين إيران والمجر قرنًا تقريبًا، وعلى الرغم من التقلبات العديدة خلال هذه الفترة والخلافات السياسية، فقد تمتعت دائمًا بالاحترام والتفاهم المتبادلين.
وفي عام 1952، ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية، تم إبرام اتفاقية تجارية بين إيران والمجر، والتي أرست الأساس للتبادلات بين البلدين في السنوات التالية. [1]
ومنذ هذا التاريخ، رافقت العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين صعوداً وهبوطاً، إلا أنها كانت مستقرة وراسخة، وقد حاول هذان البلدان تحديد تعاملاتهما في مجالات الاهتمام مع الفهم السليم لأحوال الآخر وعلى أساس الاحترام المتبادل.
وفي هذا الإطار تم عقد مختلف المعاهدات والاجتماعات الاقتصادية والثقافية والزراعية بين البلدين إيران والمجر والتي تعتبر الأساس لرفع مستوى العلاقات. وتتوسع هذه العلاقات منذ عام 2018 ويسعى البلدان إلى استخدام الإمكانات المختلفة. وفي هذا السياق تم في الاجتماع الأخير بين وزيري خارجية المجر ووزير الاقتصاد الإيراني التوقيع على وثيقتين مهمتين للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، بحيث يمكن أن تكونا الأساس لتطوير العلاقات في مجالات الزراعة والهندسة وإدارة المياه[2].
المجر لاعب مهم
لكن هذا اللقاء لم يكن يتعلق فقط بالعلاقات الإيرانية المجرية، بل تأثر بالتطورات الإقليمية، وخاصة حرب غزة. المجر هي أحد حلفاء وشركاء إسرائيل المهمين في أوروبا. كما ذكر وزير خارجية هذا البلد في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني أن المجر تبحث عن حل دبلوماسي لحرب غزة مع الحفاظ على علاقات استراتيجية مع إسرائيل. وأشار أيضًا إلى أنه يجب منع تطور الحرب. وحاول السيد كيارتو بصفته ممثلاً للحكومة المجرية، نقل مخاوف أوروبا وإسرائيل إلى إيران[3]. وفي الواقع يمكن القول إن الحكومة المجرية تسعى إلى سد الفجوة بين إيران وأوروبا، وباعتبارها حليفاً لإسرائيل وصديقة لإيران، فإنها تحاول أن تلعب دور الوسيط بين الاثنين وتجنب زيادة التوترات. وبالنظر إلى التجربة الناجحة في إدارة التوتر بين أوروبا وروسيا ولعب دور مستقل هناك، تأمل الحكومة المجرية أن تتمكن من استخدام هذه التجربة وأن تتمكن من تقريب وجهات النظر بين إيران وإسرائيل. وسيكون هذا بمثابة فضل كبير للمجر ويمكن اعتبار هذا البلد لاعباً مهماً في البنية المتغيرة للنظام الدولي.
الفائز من !
إضافة إلى ذلك فإن الحكومة المجرية تبحث عن مصلحتها الاقتصادية من علاقاتها مع إيران وإسرائيل، ويبدو أن هذه الدولة تتطلع إلى الاستفادة من علاقاتها الجيدة مع إيران لصالح أعمالها. وفي الواقع، يمكن لإيران، باعتبارها دولة مؤثرة على حركة أنصار الله في اليمن، توفير الأمن التجاري للتجارة البحرية المجرية في باب المندب. كما تسعى إيران أيضًا إلى الحصول على الخبرة والتقنيات المتقدمة من المجر في مختلف المجالات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمجر، باعتبارها عضوًا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن، أن تكون داعماً قيمًا لإيران في مسألة تصدير واستيراد المنتجات المختلفة.
إلى جانب ذلك، أكدت المجر أنها ستقيم تعاونًا متنوعًا ووثيقًا مع إيران في المجالات غير الخاضعة للعقوبات. ويعتقدون أن التجارة في هذه المجالات ضرورية لنمو الاقتصاد وحق الإيرانيين في الوصول إلى تقنيات معينة، خاصة في مجال المياه والزراعة، وتتوافق مع قضايا حقوق الإنسان التي لا تشمل العقوبات. وقد أتاحت هذه النظرة للمجر لإيران فرصة مناسبة لاكتساب خبرة قيمة في المجالات المهمة للزراعة وإدارة الموارد المائية وزيادة معرفتها في هذه المجالات.
ولذلك فإن العلاقات بين إيران والمجر في إطار محدد يمكن أن تؤدي إلى مصلحة الجانبين، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمجر أن تكون شريكا موثوقا للجمهورية الاسلامية الايرانية كوسيط في ما يخص الوضع المتوتر مع النظام الإسرائيلي، وربما لهذا النهج أن يرسي الأساس لتشكيل وترتيب وتسريع مفاوضات وقف إطلاق النار في حرب غزة. لأنه وفقاً للنهج الواقعي الذي تنتهجه المجر في مجال السياسة الخارجية، ربما تكون محادثات السيد أوربان مع نتنياهو فعالة وتتحرك المنطقة نحو السلام والاستقرار.
[1] hungary.mfa.gov.ir
[2] tehrantimes.com
[3] .irna.ir