صحيفة صهيونية: سقطنا في الحفرة.. "إسرائيل" ليست مستعدة لحرب مع حزب الله
تتوالى الاعترافات الصهيونية بفشل جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجاز، في حربه المستمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ نحو 100 يوم، وبعجزه عن خوض حرب جديدة مع حزب الله، مستندة فيها إلى حجم الخسائر والأثمان الباهظة التي ستجبيها "إسرائيل" على المديين القصير والبعيد.
من جملة هذه الاعترافات، أقرّت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ "إسرائيل" سقطت في حفرة عميقة نتيجة الحرب التي تخوضها بلا أفق، وسألت: إلى أين تتجه الأمور، في ظل فشلها في تحقيق أهداف العدوان الذي شنّته؟، مؤكدة في الوقت نفسه أنّ "إسرائيل" ليست مستعدة لحرب مع حزب الله.
وعنونت "يديعوت أحرونوت"، مقالها الرئيسي على صفحتها الأولى، بـــ"ما الذي يحدث لنا.. كيف نخرج من الحفرة التي سقطنا فيها؟".
وتحدّثت الصحيفة، في هذا المقال، عن فشل "إسرائيل" في تحقيق أهدافها المعلنة بشأن العدوان الذي شنّته على قطاع غزّة والمستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما تحدثت عن عدم استعدادها لحرب مع حزب الله، ووصفت الوضع بـ "السقوط بالحفرة". وقالت الصحيفة إنّ :""إسرائيل" تقف في القاع، وتناقش كيف ستقضي على العدو، بيد أنه من غير الواضح كيف نعيد الأسرى، وننهي الحرب".
وقالت: "بعد ثلاثة أشهر، كل ما يمكن أن يعدنا به (القادة الإسرائيليون)، هو المزيد والمزيد من الحرب.. يوم أمس الاثنين، كان "يومًا صعبًا" بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، كان هناك ثمن باهظ"، في إشارة إلى مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة آخرين في هجومين منفصلين، في معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة الأخيرة، وإلى استهداف "تل أبيب" برشقات صاروخية.
وأضافت الصحيفة أنّ: "الإسرائيليين يبحثون عن حل، أما حكومتهم فلديها قصة مختلفة"، وأشارت إلى أنّ "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن أهدافًا لا يمكن تحقيقها، وبالتالي حكم على "إسرائيل" بحرب لا نهاية لها"، وسألت في هذا السياق: "إلى أين تتجه الأمور في "إسرائيل" بعد 3 أشهر من الحرب؟".
وتابعت: "في 7 تشرين الأول/أكتوبر، سقطت "إسرائيل" في حفرة عميقة، ولا يمكن تصور الخسارة والضرر والثمن الذي يجبيه وسيجبيه منّا ذلك اليوم في المدى القصير وفي المدى الطويل.. والسؤال الأهم: كيف نخرج من الحفرة؟".
ورأت "يديعوت أحرونوت" أنّ "الخروج من الحفرة يعني إعادة الأسرى وإعادة إعمار المستوطنات المدمّرة، والشعور بالأمن لسكان الجنوب والشمال، وتسريح جنود الاحتياط ومحاولة إنهاء الحرب"، مؤكدةً أنّ "هذا الأمر ليس تحديًا بسيطًا". وقالت إنّه: "على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كنا نسمع أخبارًا عن هزيمة حماس، والقضاء على حماس، لكن هذه الأخبار لا تعكس الواقع، وهناك مسافة كبيرة بينها وبين تدمير حماس".
وأكّدت الصحيفة أنّ: "تفجير نفق لا يعني تدمير كل القدرات العسكرية لحماس، وحتّى لو قُضي على يحيى السنوار أو محمد الضيف أو كليهما، فإنّ نتائج الحرب لن تتغير، وسيُعثر على بديل عنهما".
وشدّدت على أنّ: "الحرب لا تغيّر الواقع، بل إنّها تكلّف "إسرائيل" حياة جنودها، وتزيد من خطر وقوع كارثة إنسانية (في غزّة) تكون "إسرائيل" مسؤولة عنها، وتُلحق الضرر بـ"إسرائيل" في العالم، ولا تقربنا من نصر غير موجود".
وتطرقت الصحيفة إلى مقتل الأسرى الصهاينة عند المقاومة الفلسطينية في غزّة بنيران إسرائيلية، فرأت أنّ ذلك :"سيكون وصمة عار لا تُمحى عن "إسرائيل"، ويهدّد تماسك الإسرائيليين".
وختمت "يديعوت أحرونوت" مقالها الرئيسي مشددة على أنّ "إسرائيل": "ليست مستعدة حاليًا لفتح جبهة في الشمال".
المصدر: العهد