درعا تحت مجهر دمشق... الجيش السوري يستعد لإطلاق عملية عسكرية
رغم أن الحرب في سوريا كادت أن تنتهي في السنوات القليلة الماضية، وفرضت حكومة دمشق سيادتها على العديد من مناطق البلاد، إلا أن بعض المناطق السورية، بما في ذلك ريف درعا في الجنوب، لا تزال تشهد بعض التحركات الإرهابية لذلك تعتزم حكومة دمشق حسم الامور في هذه المناطق أيضا.
انتشرت خلال الأيام الماضية تقارير عديدة عن استعداد الجيش السوري والقوات العسكرية للقيام بعمليات عسكرية في ريف درعا. وفي هذا الصدد ، أفاد موقع نيو عرب بأن قوات الجيش السوري نفذت هجمات في جنوب سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي يبدو أنها تدخل في إطار الاستعدادات للعمليات العسكرية المتوقعة في ريف درعا.
وأعلن تجمع أحرار حوران المتمركز في جنوب سوريا ، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، سيطرت قوات الجيش السوري على مناطق مخيمات قريتي نحطة وسمه الحنيدات بمحافظة درعا، وراقبت الدخول والخروج عن كثب.
وتجمع أحرار حوران جماعة متمردة في سوريا تنشط في محافظتي درعا والقنيطرة ومنطقة حوران. هذه الجماعة مجهزة بصواريح BGM-71 Tau المضادة للدبابات التي قدمها الأمريكيون لهم، وقتل مؤسس هذه الجماعة محمد التركماني في اقتتال داخلي مع أفراد مجموعته، رغم ذلك لا يزال بعض أفراد هذه الجماعة المتمردة نشطون في المناطق المحيطة بدرعا. لكن ما دفع الجيش السوري إلى مضاعفة تركيزه على درعا هو أهمية هذه المدينة في جنوب سوريا.
تاريخ تحرير درعا
تم تحرير مركز مدينة درعا في وقت سابق من عام 2018، ودخل الجيش السوري منطقة درعا البلد في 12 تموز / يوليو 2018 ، ورفع علم الدولة في هذه المنطقة بعد نحو سبع سنوات من سيطرة الجماعات المسلحة عليها.
في ذلك الوقت، رفع العلم السوري وقتل الإرهابيين في مدينة درعا بعد سبع سنوات، وتم تطهير هذه المدينة تماما من الإرهابيين والجماعات المسلحة. وحتى اليوم تم تحرير حوالي تسعين بالمئة من مساحة محافظة درعا بسرعة ملحوظة، وكان هذا التحرير بسبب قوة ونيران قوات الجيش السوري الثقيلة والدقيقة على مواقع الإرهابيين، ما أدى إلى انهيار تحصينات الإرهابيين وإجبارهم على الدخول في عملية المصالحة، إلا أن بعض مناطق هذه المحافظة ما زالت تشهد تحركات إرهابية.
تحد محافظة درعا من الشمال محافظة ريف دمشق ومن الجنوب الأردن ومن الغرب محافظة القنيطرة ومن الشرق محافظة السويداء. محافظة درعا منطقة صحراوية تعرف باسم سهل حوران. وتبلغ مساحة هذه المحافظة حوالي 3730 كيلومترا مربعا.
منطقة درعا الأثرية، حيث يقع سهل "حوران" الشهير أيضا، هي إحدى محافظات سوريا الـ 14، وتضم، رغم مساحتها الصغيرة، أكثر من مليون نسمة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة، ونظرا لوجود مسافة أقل من 50 كيلومترا عن دمشق، فهي تعتبر من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في هذا البلد، وتقع في هذه المحافظة مدينة بصرى الشام ومدرج بصرى الشام التاريخي.
الموقع الاستراتيجي لدرعا عبر التاريخ، ووجود بعض المنشآت العسكرية السورية في هذه المنطقة لقربها من الأراضي المحتلة من أجل المواجهة مع الاعتداءات المحتملة، ووجود إحدى المناطق الاقتصادية الحرة في هذه المحافظة، ووجود حدود لها مع الأردن، وبوصفها بوابة تجارة الأردن مع أوروبا عبر طريق عبور سريع مهم متصل بحلب في شمال سوريا كأحد مصادر الدخل لاقتصاد سوريا والأردن، كل ذلك أدى إلى تحويل درعا إلى واحدة من أهم مناطق سوريا.
بدأت الأزمة السورية من هذه المدينة وهذه المدينة مهمة للغاية من حيث قربها من الطرق الاستراتيجية في جنوب غرب سوريا. من الناحية الاقتصادية ، تحرير درعا مهم جدا، وهذا مرتبط بزراعتها في المقام الأول، وثانيا، الطريق الدولي الممتد في هذه المحافظة، وهو طريق بيروت - دمشق - عمان، الأمر الذي سيرافقه ازدهار اقتصادي لثلاث دول هي لبنان وسوريا والأردن.
تحركات المهربين والجماعات الإرهابية
رغم تحرير مدينة درعا منذ 2018 ، لا يزال ريف درعا يشهد بعض الأنشطة الإرهابية. حيث أعلنت مصادر سورية ، أمس ، ضبط مستودعات أسلحة جديدة للجماعات الإرهابية في محافظة درعا المتاخمة للأردن. وحسب هذا التقرير فقد عثرت قوات الجيش السوري على عدة مستودعات أسلحة أخرى تابعة للجماعات الإرهابية في درعا.
إضافة إلى تحركات الجماعات الإرهابية ، فإن نشاط عصابات المخدرات في ريف درعا كبير أيضا. وحسب نيو عرب، أعلن الجيش السوري عن محاولته منع الأنشطة المرتبطة بالمخدرات في ريف درعا.
كما نقل موقع السويداء 24 الإخباري عن مصدر أمني، أن الهدف من العملية الأخيرة للجيش السوري في ريف درعا هو ضرب الأشخاص المرتبطين بعصابات المخدرات والمرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي.
وأعلن هذا الموقع الإخباري السوري أن الجيش والقوات العسكرية قد استعدا بالفعل لعمليات واسعة بهدف إقامة حواجز جديدة والبحث عن مطلوبين وأسلحة في مناطق درعا البلد ومخيم درعا وكذلك في مدن وقرى غرب درعا.
كما أفاد موقع نيو عرب بأن درعا واجهت ارتفاعًا حادا في إنتاج الكبتاغون والتهريب والخطف وانعدام القانون في السنوات القليلة الماضية، وبالتالي يركز الجيش السوري حاليا على الأوضاع في درعا.
من جهة أخرى، حققت حكومة دمشق هذه الأيام إنجازات جيدة في مجال الدبلوماسية الإقليمية وتحسن العلاقات بين الحكومة السورية والرياض ، لذلك تحاول الحكومة السورية إثبات قدرتها على توفير الأمن ومنع تهريب المخدرات من خلال تنفيذ عمليات ضد مجموعات تهريب المخدرات ومنع تهريب المخدرات، في الواقع، في الوضع الراهن، تحتاج الحكومة السورية إلى إظهار دورها في توفير الأمن الإقليمي لدول أخرى في المنطقة، كما أن القتال الأقوى ضد عصابات المخدرات هو جزء من الجهود الأمنية لحكومة بشار الأسد لإرساء الأمن في سوريا و المنطقة.
المصدر: الوقت