جنين فشل صهيوني وانتصار فلسطيني
جنين فشل صهيوني وانتصار فلسطيني
في نيسان 2002 نفذت القوات الصهيونية عملية عسكرية كبيرة على مخيم جنين، وحاولت جاهدةً تجريف المخيم بكامله، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً بعد صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية، وللأهالي الذين يسكنون فيه. حينها خلّف الهجوم العنيف أضراراً وضحايا كبيرة، وسقط من جرائه أربعمائة وسبع وتسعون شهيداً وجريحاً فلسطينياً، وتم تدمير نحو ثمانمائة وثمان وسبعون منزلاً، ترافق ذلك مع تنديد واستنكار العالم بأسره للعدوان والوحشية الصهيونية، ونتيجة للهجوم الوحشي تم تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، لكن الضغوط الهائلة من قبل اللوبيات الصهيونية العالمية وحكومات الدول الغربية الأوروبية – الأمريكية حالت دول إكمال عملها، كي لا تُحال أعمال المرتكبين إلى محكمة الجنايات الدولية كونهم مجرمي حرب .
ومن جديد أعادت قوات الاحتلال الصهيوني الكرّة منذ عدّة أيام بإقدامها على مهاجمة مدينة جنين ومخيمها، محاولةً تجريفها وقتل وتشريد من فيها من المواطنين الفلسطينيين بواسطة الجرافات الضخمة والآليات العسكرية، والمدعومة بأكثر من ألف جندي من جيش الكيان مدججين بأعتى الأسلحة الفتاكة من الدبابات والمدفعية والطائرات الحربية المروحية، محاولين الاقتحام من ثلاثة محاور. كانت حجّة الكيان الصهيوني أن مخيم جنين يحتضن مقاومين فلسطينيين يقومون بعمليات ضد المستوطنين الصهاينة، لكن حجم العملية العسكرية ونوعية الأسلحة الفتاكة المُستخدمة هذه المرة تؤكد نوايا قيادة الكيان بالتخلّص من مخيم جنين وساكنيه بالكامل.
الجدير بالذكر أنّ أعمال الهجوم الصهيوني الوحشي خلّفت أكثر من مائة ضحية، بين شهيد وجريح، ودمّرت وجرّفَت منازل وممتلكات الفلسطينيين، ولاقت شجباً واستنكاراً عربياً وإقليمياً ودولياً واسعاً، لكون الكيان الصهيوني يخرق القوانين والشرعية الدولية، كما أنه يتعارض مع اتفاق “أوسلو” الذي تم التوقيع عليه عام 1994.
في حقيقة الأمر، جرب الكيان الغاصب التجارب الفاشلة سابقاً، ويكرّرها نفسها من جديد، ولهذا السبب لن يلقى سوى الفشل الذريع ذلك أن الشعب العربي الفلسطيني متشبث بأرضه وبحقه التاريخي، ولن تقوى على هذه الإرادة أية أعمال عسكرية مهما اتصفت بالوحشية والإجرام. ولن تهدأ المقاومة إلا من خلال إعطاء الشعب العربي الفلسطيني حقوقه المشروعة في بناء دولته وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحديداً القرار رقم ٢٤٢ و٣٣٨ ووفق المبادرة العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت في العام 2002.
من هنا، الشعب العربي الفلسطيني صاحب حق، ولن يسكت عن ضياع حقه بممارسات مضمونها يخفي نوايا واضحة بقضم الأراضي الفلسطينية، وبتشديد الحصار على الشباب الفلسطيني لدفعه إلى الهجرة خارج بلده لإحلال مستوطنين جُدد مكانه قادمين من الدول الشرقية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية .
المصدر: البعث