تقرير أميركي: الشعب السوداني يرفض التدخل الإسرائيلي في أزمة بلاده
تحدث موقع "Truthout" الأميركي عن رفض الشعب السوداني توسّط كيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل السلام في البلاد.
وقال الموقع، في تقرير مفصَّل، إنّه "عندما يتعلق الأمر بدفع إسرائيل والولايات المتحدة المستمر للسودان إلى التوقيع على اتفاقات التطبيع، فإن الشعب السوداني ببساطة خارج الحلقة".
وأشار الموقع إلى أنّه، حتى قبل توقيع الاتفاقيات، كانت عملية التطبيع مثيرة للجدل. ففي شهر كانون الثاني/يناير 2020، حين التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سراً رئيسَ المجلس السيادي الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، في أوغندا، كان رد الفعل الشعبي هو الاحتجاج.
وأضاف أنّه "بقدر ما أرادت "إسرائيل" جني الفوائد السياسية للتطبيع مع السودان، فإن الاتفاق مع حكومة انتقالية سيكون هشاً للغاية، وكان واضحاً أن إسرائيل تتعامل مع البرهان على أنه رأس الدولة السودانية، وتدفعه إلى التوصل إلى اتفاق".
ووفق الموقع، فإنّ "إسرائيل" تعلم جيداً بأن أي نوع من الديمقراطية في السودان سيضع حاجزاً لا يمكن اختراقه أمام اتفاقيات التطبيع، مشدداً على أنّ "من المؤكد أن السودان الديمقراطي سيصر على منح الفلسطينيين حقوقهم قبل أي تطبيع".
وتابع موقع "Truthout" الأميركي أن "من المهم دعم النضال السوداني من أجل الديمقراطية، ومنع الحكومة من إخراج هذا النضال عن مساره، من أجل مكاسب إسرائيل السياسية التافهة".
يُشار إلى أنّه خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي السباق، دونالد ترامب، مارست إدارته ضغوطاً على السودان للتوقيع على اتفاقات التطبيع، وتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، والتخلي عن الفلسطينيين، لكن كان هذا مشكلة بالنسبة إلى السودان، فالاتفاقية لا تحظى بشعبية فيه.
وأكّد الموقع أنّه "بينما كان الجيش السوداني حريصاً على الانضمام إلى الإسرائيليين ذوي التفكير المماثل، شعر المجتمع المدني السوداني بتضامن كبير مع الفلسطينيين، على الرغم من أنهم كانوا في حاجة إلى جني فوائد اقتصادية من التجارة مع واشنطن، والتي قد تأتي مع التطبيع".
لماذا السودان مهم لـ"إسرائيل"؟
وبناءً على المعلومات والتفاصيل الواردة في الموقع، فإنّ السودان كان يقدّم حجة مخادعة، مفادها أن "أصوات السلام" في البلاد تغلبت على المعاداة الشعبية للصهيونية، وهذا أحد الأسباب التي تفيد بأن أن جهود "إسرائيل" مع السودان كانت جارية قبل وقت طويل من ولادة اتفاقيات التطبيع.
وأشار الموقع إلى أنّ أجزاء متعددة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعمل مع دكتاتوريين متعددين في السودان، فالقتال الحالي بين البرهان وحميدتي يقسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي تتعاطف مع البرهان، والموساد، الذي طور علاقات وثيقة بدقلو".
وأوضح أنّ "التحالفات المعقدة بين الخصمين السودانيين" تجعل "إسرائيل" مترددة في العمل على دعم أي منهما. ولهذا السبب، "تفضل أداء دور الوسيط".
ومنذ أيام، تحدث موقع "أكسيوس" الأميركي عن مخاوف "إسرائيل" من الأحداث الجارية في السودان، والتي تنهي أي احتمالات لتطبيع العلاقات بين "تل أبيب" والخرطوم، وفق الموقع.
وقال الموقع إنّ "إسرائيل تستخدم علاقاتها بالجنرالات الذين يقودون الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
ونقل كاتب المقال باراك رافيد عن مسؤولين إسرائيليين أنهم "قلقون للغاية من أن القتال الحالي سيُنهي أي احتمالات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان".
المصدر: فارس