المنافسة بين بايدن وترامب تعمق الشرخ في المجتمع الأميركي
تمر الديمقراطية الاميركية بوضع متدهور للغاية، لأنه في أي ظرف من الظروف لا ينبغي اختيار مرشحين من أمثال دونالد ترامب وجو بايدن بهذه الخلفية السياسية السيئة، للتنافس على المسؤولية المهمة المتمثلة برئاسة الجمهورية في أميركا. فوق الاستطلاعات، يشعر 38 بالمائة من الاميركان بـ"الإرهاق" من إعادة المنافسة بين هذين الرجلين العجوزين.
إن إعلان الرئيس الاميركي الحالي، جو بايدن، عن ترشيحه للمنافسات الرئاسية لعام 2024، من شأنه ان يؤدي الى تكرار المنافسة التي حصلت بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب على الرئاسة في 2020.
وهناك احتمال ان يستمر مسلسل التنافس بين بايدن وترامب؛ وذلك في وقت انغمس كل منهما في انتقاد الآخر، بينما لم يتمكن أي منهما من حل مشكلات أميركا خلال ولايته، حيث تشهد البلاد اوضاعا متفاقمة ولا توجد أي حيوية في المجتمع الاميركي.
ويرى الخبراء ان الجمود السياسي في الولايات المتحدة سيؤدي بالتالي الى انحسار نفوذ أميركا في أنحاء العالم، إذ أن أي من هذين المرشحين؛ بايدن وترامب، لو فاز في الانتخابات، فإنه لن يعيد العقلانية الى السياسة الخارجية الاميركية تجاه الصين.
وتشير استطلاعات الرأي ان ترامب يتقدم بفارق كبير عن منافسه للترشح عن الحزب الجمهوري، ما يعني ان على الولايات المتحدة ان تستعد لمنافسة اخرى بين باين وترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. فيما توقعت شبكة "سي.ان.ان" أن تحول هذه المنافسة انتخابات عام 2024 الى الاكثر إرهاقا في تاريخ منافسات الانتخابات في تاريخ اميركا.
وفيما كانت الولايات المتحدة في فترة ما، دولة قوية وحيوية، لكنها الآن دخلت صراعا لا هوادة فيه، يعكس الصراع بين رجلين عجوزين، أحدهما أكبر من أن يسافر، والآخر غارق في مستنقع من الدعاوى والفضائح.
هذه الظاهرة، تبين ان وضع الديمقراطية الاميركية متدهور للغاية، لأنه في أي ظرف من الظروف لا ينبغي اختيار مرشحين بهذه الخلفية السياسية السيئة، للتنافس على المسؤولية المهمة المتمثلة برئاسة الجمهورية في أميركا. فوفق استطلاعات ياهو نيوز، يشعر 38 بالمائة من المستجيبين بـ"الإرهاق" من إعادة المنافسة بين ترامب وبايدن، رغم ان سائر المشاعر ليست ايجابية، بحيث يشعر 29 بالمائة منهم بالخوف، و23 بالمائة بالحزن والقلق.
وعندما تولى بايدن الادارة، قدم العديد من الوعود؛ بدءا من اصلاح العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة ومعالجة الخلافات السياسية والثقافية الى اصلاح الاقتصاد الداخلي. ورغم ذلك، ومع اقترابه من نهاية ولايته، تتعمق الانقسامات والخلافات في المجتمع الاميركي، فيما يحاول بايدن ومن اجل احتواء الصين، التضحية بحلفائه عبر الاطلسي الذين اخذوا يسعون الى "الحكم الذاتي الاستراتيجي".
ورغم أن بايدن تحدث في شهر شباط/فبراير، عن العديد من الطرق لتحسين اقتصاد بلاده، الا استطلاعا لمؤسسة "غالوب" يبين ان نصف الاميركان يقولون ان وضعهم المالي في الوقت الحاضر أسوأ من العام الماضي. إن الولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية وخارجية شديدة، وهناك حاجة إلى وجه جديد لمعالجة تلك المشاكل في هذه البرهة الحساسة. في حين ان النتيجة المحتملة للتنافس بين بايدن وترامب لن تؤدي الا الى انحسار سريع للهيمنة الاميركية على صعيد العالم.
ويرى الخبراء، ان المهزلة التي سادت على اجواء الانتخابات الرئاسية الاميركية في عام 2020، قد تتكرار في انتخابات العام القادم.
ومن المتوقع أن يتصاعد الصراع المجنون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي مع اقتراب الانتخابات. وهذه المنافسة السياسية لن تؤدي إلى مزيد من التفرقة والخلافات في الولايات المتحدة فحسب، بل ستحرم الأميركيين من الأمل في ظهور شخص افضل الى الحكم.
المصدر: فارس