الصراع على معابر الشمال السوري ينذر بمواجهة كبرى بين الارهابيين
لا تكاد ساحات المواجهة بين الفصائل الإرهابية في الشمال السوري تميل إلى السكون، حتى تعود للاشتعال مجددا لأسباب شتى تتعلق معظمها بعمليات السلب والنهب وأخذ الخوات من المواطنين الذين يقعون دائما ضحية تلك الصراعات، آخر تلك المواجهات هي الحشود المتبادلة بين مايسمى الجيش الوطني التابع لتركيا وهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني حول معبر الحمران الواصل بين مناطق سيطرة قسد والفصائل الإرهابية الأخرى، والتي يستميت كل فصيل منها للاستحواذ على هذا المعبر وما يدر عليهم من عائدات مالية.
حول أسباب تجدد الصراع والمألات المتوقعة منه قال المحلل السياسي محمد خالد قداح لموقع "العهد" الإخباري أن "المعبر كان خاضعا لسيطرة الجولاني منذ قيامه باكتساح مواقع مايسمى الجيش الوطني التابع لتركيا، وسيطرته على العديد من المدن والبلدات التي كانت خاضعة له، وأمام الضغط الدولي من قبل ممولي تلك الجماعات، اضطر الجولاني إلى الإنسحاب، لكنه أبقى المعبر تحت سيطرة فصيل أحرار الشام التابع له، ليتحكم الجولاني من خلال هذا الفصيل بشكل غير مباشر بالمعبر وعوائده المادية، واضاف قداح أن "فصيل أحرار الشام بقيادة ابو حيدر مسكنه انقلب على ولي أمره الجولاني وأعلن تبعيته للفيلق الثاني التابع لما يسمى الجيش الوطني، ما أغضب الجولاني ودفعه للايعاز إلى حسن صوفان قائد أحرار الشام بعزل ابو حيدر مسكنه، كما قام بحشد مقاتليه على تخوم إعزاز لإستعادة المعبر والتحكم به بشكل مباشر، وقابل هذا الحشد حشود كبيرة من قبل الجيش الوطني التابع لتركيا".
وعن موازين القوى والافضلية التي يملكها كل طرف على حساب الآخر قال قداح أن "أي مواجهة عسكرية ستكون محسومة سلفا لإرهابيي الجولاني الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أكبر، ومؤدلجين عقائديا أكثر بكثير من بقية الفصائل الإرهابية، وكل المواجهات العسكرية السابقة تشير إلى ذلك إلا أن التفوق العسكري ليس العامل الوحيد في مثل تلك المواجهة، فهناك العامل السياسي وخاصة تركيا التي تشكل بيضة القبان في مناطق الشمال الخاضع للجماعات الإرهابية، فتركيا التي تدعم الجميع وتمول الجميع بما فيهم جماعة الجولاني، بيدها الحل والربط في كل الملفات، وإذا ما قررت منع الجولاني من اكتساح بقية الفصائل فهي قادرة على ذلك، وهذا ما يشي به الحال من خلال ما نقل عن فيتو تركي يمنع الجولاني من استعادة المعبر، وحشود عسكرية تركية عززت من مواقع الجيش الوطني التابع لها عند معبر الحمران كدليل على جدية تهديدها للجولاني".
أهمية معبر الحمدان وأسباب الإصرار على السيطرة عليه
حول اهمية المعبر والاستماتة للتحكم فيه قال المحلل السياسي محمد علي لموقعنا: "أهمية هذا المعبر تعود لكونه المعبر الوحيد الذي يربط مناطق قسد الغنية بالنفط بمناطق الجماعات الإرهابية في شرق حلب، وبالتالي فإن المتحكم فيه يضمن تدفق المشتقات النفطية والتحكم بالاطراف التي من الممكن أن تتزود فيه وبالتالي يعتبر هذا المعبر من اهم الموارد المالية لأي فصيل يسيطر عليه كما انه يستطيع التحكم بطريقة التعامل مع قسد ومن خلفها الولايات المتحدة التي تتحكم بقسد بشكل كامل".
ورأى علي أن "هذه الفصائل الإرهابية قد توقفت منذ امد طويل عن محاولة خداع الفئة القليلة التي ما زالت تصدقها، وترديد الشعارات البراقة التي كانت مدخلا لتدمير البلد، وبات حديثها عن المعابر والارتزاق والخوات التي تأخذ من أموال المواطنين هو الحديث الواضح والجلي دون أي شعارات من الممكن أن تتلطى خلفها"
ومن جهة أخرى أكد علي أن "تركيا تسعى من خلال تحركاتها الأخيرة إلى ترويض جميع الفصائل بشكل أكبر وتقليم مخالبها وخاصة فصيل الجولاني الأكثر قوة والاكثر تطرفا حتى لا تعطيها قوتها الذاتية أي هامش مناورة أمام التعليمات التركية مهما كانت هذه التعليمات".
المصدر: العهد