أكبر أزمة بين واشنطن و"تل أبيب" منذ 1991
علّق الرئيس الأمريكي جو بايدن على الأحداث الأخيرة في كيان الاحتلال بالقول "قلقون للغاية، لا يمكننا الاستمرار في هذا الطريق، أتمنى أن يتوصل نتنياهو إلى حل وسط. ولا أنوي دعوة نتنياهو في الوقت القريب". رأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في هذا التصريح "تحذيرًا صريحًا وغير عادي".
كذلك، وصلت رسالة أخرى الى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عبّر عنها كبار المسؤولين الأمريكيين، وفق ما نقلته "إذاعة الجيش" العبرية، ومفادها "من الأفضل عدم القدوم إلى واشنطن في هذا الوقت، طالما أن قانون الإصلاح القضائي مستمر بالمعدل الحالي لأن الرئيس بايدن لن يتجنب الانتقاد العلني في البيت الأبيض".
كما ذكرت الصحيفة العبرية أن "بايدن توقع، على ما يبدو، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التزامًا بعدم المضي في تشريع الثورة القانونية دون اتفاق واسع، بعد أن طلب منه ذلك في محادثة شخصية بينهما أيضًا. وأشار الى أنّ "قادة آخرين في الغرب قالوا لنتنياهو، إنهم يتوقعون أن تمرر دولة ديمقراطية مثل هذه التغييرات الأساسية بالإجماع فقط، من أجل تجنب الاضطرابات".
عزّزت هذه الرسائل التوتر القائم في العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية، منذ تولي الحكومة اليمينية المتطرفة الحكم في الكيان والإعلان عن "قانون الإصلاحات القضائية، الذي تدعي واشنطن أنه "خطر على ديموقراطية إسرائيل"، كما تزعم المعارضة الإسرائيلية أيضًا.
نشأ، تراشق تصريحات بين واشنطن و"تل أبيب". اذ ردّ نتنياهو على كلام بايدن بالقول إنّ "إسرائيل دولة مستقلة تتخذ قراراتها وفقاً لإرادة مواطنيها وليس بناء على ضغوط خارجية، حتى لو كانت من أعز أصدقائنا".
في هذا السياق، صرّح وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير، الذي ترفض الإدارة الامريكية أن يكون في الحكومة بسبب آرائه المتطرفة كما ترفض استقباله، أنّ "على الأمريكيين أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة ولم تعد نجمة على العلم الأمريكي. يجب أن يكون واضحًا في جميع أنحاء العالم أن الناس هنا ذهبوا للانتخابات ولديهم رغباتهم".
كذلك قال عضو "الكنيست"، يوآف كيش، "إننا جميعًا نحترم رئيس الولايات المتحدة ويمكنه أن يعلن موقفه، لكن مع كل الاحترام الواجب، إسرائيل هي دولة ذات سيادة والقرارات تتخذ هنا". فيما كانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد ذكرت أنّ تراجع نتنياهو رافقه ضغوطات أمريكية كبيرة، اذ "تواصلت على مدى 48 ساعة، مارس كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن ضغوطًا شديدة على نتنياهو لوقف خطة التعديلات القضائية".
ترى "يديعوت أحرنوت" أن بعض أعضاء "الكنيست" من اليمين، وجهوا كلامًا شديد اللهجة الى بايدن وواشنطن. فنقلت حديثًا لها مع نائب رئيس "الكنيست"، نسيم فيتوري، اتهم به الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بمقتل جنود إسرائيليين، بسبب وقف الإدارة الامريكية الديمقراطية آنذاك بيع الأسلحة الى "اسرائيل" في العام 2014. وحينها اعتبر البيت الأبيض أن الحكومة التي كان نتنياهو على رأسها "طائشة وغير جديرة بالثقة".
وتابع فيتوري: "السؤال هو هل هي ديمقراطية سيأتي رئيس الولايات المتحدة ويمليها علينا. ليس هناك من سبيل للولايات المتحدة للتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل. هناك ديموقراطية لن تفرض علينا". لافتةً إن "بايدن الآن متأثر بالصحفيين اليساريين وشخصيات المعارضة".
كما كتب عضو "الكنيست"، دان إيلوز، وهو من حزب "الليكود"، تغريدة على "تويتر"، اعتبرتها الصحيفة العبرية أكثر حدّة من التصريحات السابقة، حيث قال إنّ "التدخل المتكرر للإدارة الأمريكية لا يشير إلى وجود علاقة صداقة. السياسة الداخلية لإسرائيل هي إسرائيل وحدها ويجب أن تظل كذلك".
أكبر أزمة منذ العام 1991
أبدى سفير كيان الاحتلال السابق لدى الولايات المتحدة، داني أيالون، قلقه من هذه السجالات، معتبرًا، في حديثه مع "يديعوت أحرنوت" أن "تصريح بايدن الصريح ضد نتنياهو مثير للقلق، ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي مثير للقلق أكثر، لأنه إما يعبر عن عدم فهم كامل للوضع والحدث، أو أنه تحدٍ آخر ضد أقرب أصدقائنا... الأمل في انتخاب رئيس جمهوري بعد بايدن ليس سببا للصراع مع الولايات المتحدة". وأضاف أيلون، "أنا أرى حقًا أن هذا ربما يكون أكبر أزمة علاقة مع الولايات المتحدة منذ عام 1991".
انقسام جديد عنوانه العلاقة مع واشنطن
تتعدّد الأسباب، ويبقى المستوى السياسي في الكيان منقسم حول الآراء والتوجهات. رأت أحزاب اليسار أن اليمين وسلوكه، يهدّد العلاقة "الحليف الأكبر على مدى عشرات السنين": الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما عبّر عنه زعيم المعارضة الحالية يائير لابيد.
المصدر: الخنادق