أزمة جديدة في تركيا جراء مشاريع GAP و DAP

منذ عدة سنوات بدأت حكومة أنقرة مشاريعاً لبناء سدود ضخمة في هذا البلد بدعوى أن تركيا تعاني من مشاكل ونقص حاد في قطاع المياه، وبناء على ذلك، نفذت مشروع GAP في السنوات الماضية.

ابريل 20, 2024 - 07:09
أزمة جديدة في تركيا جراء مشاريع GAP و DAP
أزمة جديدة في تركيا جراء مشاريع GAP و DAP

منذ عدة سنوات بدأت حكومة أنقرة مشاريعاً لبناء سدود ضخمة في هذا البلد بدعوى أن تركيا تعاني من مشاكل ونقص حاد في قطاع المياه، وبناء على ذلك، نفذت مشروع GAP في السنوات الماضية. GAP هو مشروع بناء تعتزم الحكومة التركية على أساسه بناء سلسلة من السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية على الجزء العلوي من نهري دجلة والفرات، اللذين ينبعان من جبال وسط الأناضول ويتدفقان من جنوب شرق تلك البلاد باتجاه سورية والعراق. ويجري في هذه الخطة بناء 14 سداً على نهر الفرات و8 سدود على نهر دجلة وإجمالي 19 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية. كما بادرت هذه الدولة إلى بناء العديد من السدود على نهر آراس في شمال غرب إيران ضمن مشروع DAP"". قبل عام 2000 كانت تركيا قد قامت بتشغيل أربعة سدود فقط بسعة إجمالية تبلغ 621 مليون متر مكعب في حوض نهر آراس، ولكن خلال العقدين التاليين، أي حتى عام 2020، ومع بناء خمسة سدود أخرى بمجموع سعة 846 مليون مترمكعب ستكون قادرة على احتواء مليار و468 مليون متر مكعب من مياه نهر آراس. [1]

عدم الإكتراث بحقوق الجيران المائية

من خلال متابعة مشاريع بناء السدود على نهريها العابرين للحدود المسمى " GAP" (على منابع نهري دجلة والفرات) و" DAP" (على منبع نهر الآراس)، في الواقع، تأثرت البيئة والأمن الغذائي لدول الخمس إيران والعراق وسورية وأذربيجان وأرمينيا وعرّضتهما للخطر، وفي الوقت نفسه تعتبر إيران من الدول المتضررة في هذا المجال. وبهذا الإجراء تحتكر أنقرة خمسة أضعاف من مياه دول هذه المنطقة من خلال بناء السدود، وهو وضع قاس وغير مقبول. [2]

الآثار السلبية للتصرفات التركية على إيران

في مشروع GAP ، يتأثر الوضع البيئي في إيران بشكل كبير ويخلق عواقب على البلاد من وجهة نظر ظاهرة الغبار.و في مشروع DAP، تتأثر أربعة أنواع من الحصص والحقوق الإيرانية، والتي تشمل حق المياه الزراعية والبيئية والصناعية وحصة مياه الشرب (المدنية). في الواقع، فإن هذا المشروع سيخلق عواقب خطيرة للغاية على مناطق الشمال الغربي من إيران في فترة تتراوح بين 10 إلى 30 سنة، ومن خلال تعريض خطة مغان للزراعة والصناعة للخطر وخلق مشاكل لري الأراضي الزراعية في الشمال الغربي التي تمتد على مجرى نهر آراس ومن هذا السد المائي يتم توفير المياره للأراضي المذكورة؛ سيعرض الأمن الغذائي للخطر وكذلك أنشطة المصانع على المدى المتوسط ​​والطويل، والأهم من كل ذلك انعدام توفير مياه الشرب في مدن شمال غرب إيران. [3]

مشلكة الغبار

من خلال بناء سدود جديدة على نهري آراس ودجلة، ستؤثر تركيا كثيراً على بيئة إيران، لأنه إذا لم يتم تأمين الحقوق المائية للسهول الجنوبية لإيران، فسوف يتم فقدان العديد من الأراضي الرطبة والغابات في خوزستان وسوف تجف مناطق مختلفة من العراق كما سيزيد ذلك من الغبار الناعم. ورغم أن تركيا قامت حاليا ببناء سدود كبيرة على نهري دجلة والفرات ويتم استهلاك مياههما من المنبع، وهذه القضية لها تأثير كبير على نهري دجلة والفرات وهي أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة الغبار الناعم في إيران. حالياً، مع انخفاض مياه نهري دجلة والفرات بسبب بناء السدود التركية، فقدت صحراء ما بين النهرين رطوبتها وأصبحت مصدراً لإنتاج الغبار. ولهذا السبب، يعتبر وجود مشاريع بناء السدود في تركيا تهديدًا خطيرًا لإيران ودول أخرى في المنطقة من حيث ندرة المياه وفقدان التنوع البيولوجي وأزمة الغبار الضارة. [4]

ضرورة الاهتمام بالدبلوماسية المائية

يمكن رؤية الآثار السلبية لمشروع " GAP" في سورية والعراق ولسوء الحظ، فإن أكثر من 4 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية في سورية والعراق أصبحت قاحلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضرر الذي نواجهه أكثر من غيرنا في إيران هو تجفيف حور العظيم وقنوات الغبار الصغيرة. وفي حوض نهر آراس، يمكن أن يؤدي تنفيذ مشروع DAP"" إلى تهديد الموارد المائية لنهر آراس. كما سيكون لها عواقب اقتصادية على منطقتي التجارة الحرة ماكو وآراس. لذلك، ونظراً لأهمية الموضوع لا بد من أن تتشكل دبلوماسية متخصصة في مجال تأمين المياه بين دول المنطقة، ويجب أن تكون قضية المياه قضية اساسية ينظر إليها من منظور أوسع وبمنهج أكثر شمولاً، وخارج الحدود الإقليمية، وينبغي أن تؤخذ في الاعتبار من قبل السياسيين في البلاد وكذلك الدول الأخرى في المنطقة واعتبارها قضية جدية وذريعة لزيادة التعاون. لذلك ومن أجل الحفاظ على أمن ورفاهية الشعب الإيراني، فإن استراتيجيات العلاقات الدولية لجميع دول المنطقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضرورية من أجل زيادة التعاون الاقتصادي وعلى أساس الإمكانات والقدرات، وينبغي إعادة ضبط القيم والخصائص المائية السياسية ومؤشرات إمدادات الطاقة والغذاء مع التركيز على التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة في المنطقة والبلد وأخذها على محمل الجد.. [5]

 مرضیه شریفی


[1] https://www.khabarfoori.com/

[2] https://www.ana.press/news/614137

[3] https://atna.atu.ac.ir/fa/news/304594

[4] https://ettelaat.com/files/fa/publication/pages/1403/1/24/494_6356

[5] https://payamema.ir/payam/102651