الأهمية الاستراتيجية لجمهورية أذربيجان بالنسبة لروسيا بعد حرب أوكرانيا
بعد العملية العسكرية لروسيا على أوكرانيا، زادت أهمية جمهورية أذربيجان بالنسبة لروسيا بشكل كبير، وترجع أهميتها في الغالب إلى الموقع الإستراتيجي المترابط لأذربيجان وبالإضافة لمواردها الطبيعية، وكذلك قضية كاراباخ.
بعد العملية العسكرية لروسيا على أوكرانيا، زادت أهمية جمهورية أذربيجان بالنسبة لروسيا بشكل كبير، وترجع أهميتها في الغالب إلى الموقع الإستراتيجي المترابط لأذربيجان وبالإضافة لمواردها الطبيعية، وكذلك قضية كاراباخ.
مع بداية حرب أوكرانيا، ومع فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا والعقوبات الروسية المضادة على الاتحاد الأوروبي، نشأت مشاكل في العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين.
لذلك، أصبحت أذربيجان أكثر أهمية بالنسبة لأوروبا أيضاً لأنها تحتاج إلى مواردها من الطاقة وموقعها على طرق العبور بين الشرق والغرب ولتقليل اعتمادها السابق على روسيا، ومن ناحية أخرى تبحث روسيا عن طريق للتحايل على العقوبات، حيث تسمح طرق العبور بين الشمال والجنوب لروسيا بالتحايل على العقوبات الغربية.
مشروع موسكو الرئيسي هو ممر العبور الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)، وهو عبارة عن سلسلة من خطوط السكك الحديدية والطرق البرية والبحرية التي تربط روسيا بإيران وموانئها على الخليج العربي. وأفضل طريق يمر عبر جمهورية أذربيجان، كما أن أذربيجان هي الدولة الوحيدة التي تحد روسيا وإيران ولديها حاليًا خط سكة حديد يربط بين هذين البلدين. وفي العامين الماضيين، أصبحت أذربيجان شريكا لا يمكن الاستغناء عنه لروسيا في مجال نقل البضائع إلى إيران وموانئ الخليج الفارسي.[1]
وبعد أشهر قليلة من بدء الهجوم الروسي، وقع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي لمضاعفة صادرات البلاد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث حاولت القارة الخضراء أن تصبح مستقلة في أسرع وقت ممكن لتقليص موارد الطاقة الروسية .
وتسببت الزيادة في المبيعات والأسعار في زيادة دخل البلاد من ناقلات الطاقة من 19.5 مليار دولار في عام 2021 إلى 35 مليار دولار في عام 2022. وشكلت هذه الكمية من الوقود الأحفوري أكثر من 92% من صادرات أذربيجان، وكانت قيمة ناقلات الطاقة هذه أكثر من نصف ميزانية البلاد.
من ناحية أخرى، زادت صادرات النفط والغاز الروسية عبر أذربيجان بشكل كبير بعد أن فقدت روسيا الوصول إلى جزء كبير من السوق الأوروبية بعد غزو أوكرانيا. وبالمثل تضاعفت صادرات النفط الروسية إلى أذربيجان أربع مرات في عام 2023. [2]
إن الصراع الروسي المطول والمتآكل في أوكرانيا يعني أن موسكو كانت أقل قدرة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان بعد حرب كاراباخ الثانية. على الرغم من وجود 2000 جندي من قوات حفظ السلام الروسية، تمكنت جمهورية أذربيجان من الضغط بشكل مستمر على إقليم ناغورنو كاراباخ الأرمني، وأدى ذلك أخيرًا إلى الغزو الكامل للإقليم من قبل جمهورية أذربيجان في سبتمبر 2023.
الآن أصبحت جمهورية أذربيجان مهمة للعديد من البلدان. إن الاتحاد الأوروبي لا يريد ناقلات الطاقة الأذربيجانية فحسب، بل إنه يدرك جيداً أن هذا البلد هو الطريق العملي الوحيد المتبقي للوصول إلى أسواق الطاقة في آسيا الوسطى دون الحاجة إلى المرور عبر روسيا وإيران؛ دولتان خاضعتان لعقوبات غربية.
وبالمثل، تدرك أمريكا أيضًا القيمة الجيوسياسية لأذربيجان، ومع تدهور علاقات واشنطن مع موسكو وطهران، فإن أهمية باكو بالنسبة لواشنطن ستزداد أكثر. وتدرك روسيا وإيران أيضًا الأهمية الجيوسياسية لأذربيجان بسبب علاقاتهما المتوترة مع الولايات المتحدة، وكلاهما يعتبران أذربيجان لاعبًا استراتيجيًا في المنطقة.[3]
وإدراكا من سلطات باكو لهذه المسألة، سعت إلى التواصل مع الأطراف المختلفة للحصول على المزيد من التنازلات عن طريق المساومة. وأحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرة موسكو أو عدم رغبتها في الحصول على تنازلات من باكو مقابل انسحاب قوات حفظ السلام التابعة لها من كاراباخ، هو أن الغزو الكبير لأوكرانيا والعزلة الدولية اللاحقة لروسيا قللت بشكل كبير من نفوذ موسكو، والروس حالياً أقل استعدادًا لتعريض علاقاتهم مع جيرانهم للخطر.
أخيرًا، يمكن الاستنتاج أن روسيا سعت للتحايل على العقوبات باستخدام الموقع الإرتباطي لجمهورية أذربيجان، ومن خلال التنازل عن قضايا مثل سيطرة أذربيجان الكاملة على منطقة كاراباخ، سعت إلى الحفاظ على نفوذها ومنع نفوذ الآخرين في هذه المنطقة.
[1] https://carnegieendowment.org/politika/92386
[2] https://www.rferl.org/a/azerbaijan-winner-caucasus-ukraine-war-russia-relations/32917647.html
[3] https://www.bloomberg.com/opinion/articles/2023-12-13/azerbaijan-strongman-ilham-aliyev-is-the-winner-from-putin-s-war-on-ukraine?srnd=politics-vp&leadSource=uverify%20wall